fail

لماذا تفشل اغلب التطبيقات وكيف يمكن تجنب الاخطاء الشائعة

في عالمنا اليوم، باتت التطبيقات البرمجية بمختلف أنواعها جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. فكل النشاطات التجارية تقريبًا تحتاج إلى تطبيق برمجي سواءً أكان تطبيق ويب أم هاتف أم سطح مكتب من أجل تقديم مختلف النشاطات به، نتيجة للفوائد الكبيرة الناتجة من الحضور الرقمي الناجح، مما أدى إلى نمو هذه الصناعة بسرعة ضخمة، فكل يوم تخرج مئات التطبيقات الجديدة إلى الأسواق، يتنافسون على جذب انتباه المستخدمين.

وعلى الرغم من هذا الانتشار الكبير للتطبيقات، إلا أن تحقيق النجاح المطلوب للتطبيق وترك بصمة فعلية في سوق المنافسة أمر صعب، والغالبية العظمى من التطبيقات تفشل في ذلك. وبكل تأكيد، هذا الفشل لا تستطيع معظم الشركات تحمله، كونهم يستثمرون كميات هائلة من الوقت والجهد والمال، وقد يكون هذا التطبيق بالنسبة لبعضهم بمثابة الاستثمار الأول لهم.

يمكننا الاتفاق على أنه لا يوجد حل سحري للنجاح، لكن هناك عثرات يمكننا تجنب تحقيقها. لذلك، في هذا المقال سنسعى لمناقشة أهم الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى فشل أغلب التطبيقات، بالإضافة إلى بعض الحلول لتجنب هذه الأخطاء الشائعة.

عدم فهم احتياجات السوق والمستخدمين

عندما نتحدث عن تطوير التطبيقات، فإن الفكرة المبتكرة والتكنولوجيا المتقدمة في التنفيذ – على الرغم من أهميتهما البالغة – لا يكفيان لضمان النجاح، والسبب في ذلك هو أن التطبيقات الناجحة لا تعتمد فقط على الابتكار التقني وحسب، بل الفهم العميق لاحتياجات السوق والمستخدمين كذلك. والتطبيقات التي تُبنى دون دراسة دقيقة للسوق غالبًا ما تفشل، لأنها تفتقر إلى توفير ما يبحث عنه المستخدمون فعليًا.

على سبيل المثال، قد يقوم فريق التصميم بإنشاء تصميم عصري ومريح مواكب لأحدث الاتجاهات السائدة، وقد يعمل فريق التطوير على تقديم ميزات معقدة أو تقنيات حديثة، بينما في الأصل لا يحل التطبيق المشكلة الأساسية التي يُعاني منها المستخدمون ويحتاجون تطبيقك من أجل سد هذه الفجوة لديهم، أو أن التطبيق أساسًا لا يستهدف الجمهور المناسب، مما يجعل هذا الجهد القيِّم يذهب هباءً!

والحل هو أن تبدأ عملية تطوير التطبيق بإجراء أبحاث سوقية مكثفة. هذا البحث يتضمن تحليل الاتجاهات الحالية في السوق، ودراسة سلوك المستخدمين وتفضيلاتهم، وتحديد الفجوات التي يمكن أن يملأها تطبيقك. كما يجب أن يشمل البحث فهم المنافسين وتحليل نقاط القوة والضعف لديهم.

تجربة المستخدم السيئة

تخيل كم الإحباط الذي ستشعر به عندما تبدأ باستخدام أي تطبيق أو موقع إلكتروني أو حتى لعبة، ومن ثم تجد الكثير من الأعطال المستمرة التي لا تنتهي أو عدم تناسق واضح في التصميم، كأن تحاول إجراء عملية بسيطة ولكن تجد نفسك تواجه بطءًا شديدًا في الأداء، أو أن التطبيق يتعطل بشكل مفاجئ في وسط استخدامك، أو أن الأزرار والعناصر الموجودة في الواجهة غير متناسقة وتبدو عشوائية.

هذا النوع من التجارب السلبية يمكن أن يؤدي إلى إحباط شديد للمستخدمين، ويدفعهم إلى ترك التطبيق بشكل نهائي والبحث عن وجود بديل، وبالتالي خسارة أصحاب التطبيق مستخدم محتمل.

والحل يكمن في البساطة، فهي إحدى أسرار نجاح التطبيقات على الرغم من كونها مفهومًا بديهيًا، فكلما كان تصميم تطبيقك بسيطًا وأنيقًا، كلما شعر المستخدمون بالراحة في استخدامه. التطبيق المملوء بالتعقيدات المفرطة والمستهلكة للوقت يتسبب في ارتباك المستخدمين وإحباطهم.

أيضًا، التعاون مع مصمم تجربة مستخدم (UX Designer) ربما يكون أحد الخيارات المفضلة لحل هذه المعضلة، فمعظم الشركات الكبرى تفعل ذلك لتحقيق أفضل ممارسات التصميم.

التطوير غير المستدام

من ضمن أسس صناعة البرمجيات الحديثة هي كتابة كود بطريقة تجعله قابل لإعادة الاستخدام أو الصيانة بسهولة، ومع ذلك فإن أحد الأخطاء الشائعة التي يرتكبها العديد من فرق تطوير التطبيقات هو التركيز على إنجاز التطبيق بسرعة وإطلاقه في السوق دون التفكير في مستقبله، يتجاهلون غالبًا الحاجة إلى تحديثات مستمرة أو صيانة دورية. نتيجة لذلك، يتحول التطبيق إلى مشروع غير قابل للتطوير، بحيث يصبح من الصعب إجراء التعديلات أو إضافة ميزات جديدة، مما يؤدي إلى تراجع أداء التطبيق وفقدان المستخدمين.

لكن هل يمكن تفادي هذه المشكلة؟ نعم، الحل الأمثل يكمن في اعتماد منهجية آجايل (Agile) في تطوير البرمجيات. فالآجايل ليست مجرد طريقة لإدارة المشاريع، بل هي فلسفة شاملة تعتمد على المرونة والتكيف المستمر مع التغيرات. من خلال آجايل، يتم تقسيم المشروع إلى مراحل قصيرة تسمى " سبرنت " حيث يتم في كل منها تطوير جزء من التطبيق، ثم يتم اختباره وتحسينه بناءً على ردة الفعل (Feedback). هذا النهج يتيح للفريق القدرة على إجراء التعديلات الضرورية بسرعة وفعالية، ويضمن أن التطبيق يظل متوافقًا مع احتياجات المستخدمين على المدى الطويل.

ونحن في شركة سبرنت، ندرك تمامًا أهمية التطوير المستدام، ولذلك نعتمد على منهجية آجايل في تقديم حلولنا البرمجية. نحن لا نركز فقط على إطلاق التطبيق بسرعة، بل نضع نصب أعيننا استدامة هذا التطبيق وتطوره المستمر. هدفنا هو التأكد من أن تطبيقك ليس فقط جاهزًا للسوق، بل أيضًا مجهزًا للتكيف مع التحديات المستقبلية وتلبية احتياجات مستخدميه بشكل دائم.

إهمال الجانب التسويقي

يتطلب النجاح في سوق التطبيقات المتسارع التكيف المستمر مع الاتجاهات التسويقية الحديثة وتبني استراتيجيات قوية تضمن نجاح تطبيقك في الأشهر والسنوات القادمة. فوسط هذه الملايين من التطبيقات المتاحة اليوم، أصبح من الصعب النجاح على أي تطبيق دون حملة تسويقية قوية. لذلك، إذا لم تقم بالتسويق لتطبيقك، فلن يعلم أحد بوجوده، وحتى إذا كان تطبيقك ممتازًا، فلن يصل إلى المستخدمين المحتملين دون تسويق فعال.

والتسويق لا يتوقف عند إطلاق التطبيق فقط، بل تستمر العملية لتحويل الجمهور الذي كوَّن فكرة عن نشاطك التجاري إلى زبائن حقيقيين يقومون باتخاذ الإجراء المناسب الذي تريده كإتمام عملية شراء ناجحة.

ومن ضمن الأخطاء الشائعة التي تقع فيها الشركات عند إطلاق التطبيقات هو تجاهل المنافسين، على الرغم من ضرورة دراسة المنافسين جيدًا وفهم ما يقدمونه وتحديد نقاط القوة والضعف لديهم، فالشركات التي تتجاهل المنافسة تقلل من فرصها في النجاح، حيث تفقد فرصة لتطوير ميزات فريدة تجذب المستخدمين.

والحل يتمثل في ضرورة اعتماد نهج استباقي في مراقبة وتحليل أداء المنافسين، واستخدام أدوات التحليل لفهم كيفية تسويقهم لتطبيقاتهم، كما يجب تكوين استراتيجيات تسويقية شاملة تبدأ قبل إطلاق التطبيق وتستمر بعده، لضمان بقاء التطبيق في دائرة الاهتمام وتحقيق النجاح على المدى الطويل.

المشاكل البرمجية المتكررة

المشاكل البرمجية في التطبيقات يمكن أن تتنوع بشكل كبير، وتختلف حسب غرض التطبيق ونوعية المنصة التي سيعمل عليها سواءً أكان تطبيق ويب أم هاتف أم سطح مكتب، ضمن هذه المشاكل :

  • الأداء البطيء: التطبيقات التي تستغرق وقتًا طويلًا لتحميل المحتوى أو تنفيذ المهام تفقد جاذبيتها بسرعة.
  • استهلاك مرتفع للبطارية: إذا كان التطبيق يستهلك طاقة البطارية بشكل مفرط، فإنه سيؤدي إلى استنزاف البطارية بسرعة، مما يجعل المستخدمين يتجنبون استخدامه.
  • غير متوافق: هناك تطبيقات لا تعمل بشكل صحيح على جميع الأجهزة أو أنظمة التشغيل بسبب عدم مراعاة التوافق خلال عملية التطوير. على سبيل المثال، قد يعمل تطبيق جيدًا على Android ولكنه يواجه مشاكل على iOS.
  • إدارة البيانات السيئة : قد تتسبب الأخطاء في كيفية معالجة التطبيق للبيانات في فقدان البيانات الخاصة بالتطبيق في فقدان البيانات أو تلفها. مثلًا، تطبيق يتوقف عن العمل عند إدخال بيانات معينة أو فقدان بيانات المستخدم بعد التحديث.
  • مشكلات الأمان: الثغرات الأمنية في التطبيق يمكن أن تعرض بيانات المستخدمين للخطر، مما قد يؤدي مستقبلًا لاختراقها أو حدوث مشاكل قانونية وفقدان الثقة والسمعة في السوق.
  • فشل في التحديثات: عند إصدار تحديث جديد، قد يواجه التطبيق مشاكل في التوافق مع الإصدار السابق، مما يؤدي إلى فقدان البيانات أو تعطل الوظائف.

هذه المشاكل تجعل المستخدمين ينفرون من استخدام التطبيق، أو القيام ببعض التقييمات السلبية التي يمكن أن تكون قاتلة لتطبيقك، لذلك يجب تفاديها من خلال العمل مع فريق تطوير احترافي قادر على تنفيذ مشروعك بخبرة عالية، كما يجب أن يكون له سابقة خبرة في إنتاج تطبيقات ناجحة.

إجمالًا، يُمكن القول أن نجاح أي تطبيق يتطلب رؤية شاملة تأخذ في الاعتبار جميع الجوانب التي تم ذكرها في هذا المقال من فهم عميق لاحتياجات السوق والمستخدمين، إلى تقديم تجربة مستخدم سلسلة، مرورًا بالتطوير الدائم والتسويق الفعال، وحتى تجنب المشاكل البرمجية الشائعة.

وتحقيق هذا التوازن يتطلب فريقًا متكاملًا يمتلك الخبرة والمعرفة اللازمة لتجاوز هذه التحديات وتحقيق النجاح في سوق التطبيقات التنافسي، وكل هذه المُقومات تجدها في فريق شركة سبرنت، فلا تفوت الفرصة بالتعامل معنا لتنفيذ أفكارك باحترافية عالية!

Share

More Blogs

Ready to start? 🚀

Schedule A Call With Ghanim

Ghanim Aldosari, the visionary behind Sprint. With over 10 years of experience in online business development,Ghanim has guided countless tech entrepreneurs in Kuwait and beyond from ideation to successful market entry.