ux header

العوامل الرئيسية التي توثر على تجربة المستخدم كيف تجعل تطبيقك مميزا

في عالمنا الرقمي المتسارع، حيث تتنافس آلاف التطبيقات والمواقع على جذب انتباه المستخدمين، أصبحت تجربة المستخدم (User Experience) عاملًا حاسمًا في مدى نجاح التطبيقات أو فشلها. إذا كنت تعتقد أن التصميم يقتصر على التلاعب بالأشكال والألوان وبعض الخطوط والرموز، فأنت بعيد عن الحقيقة. التصميم – خاصةً في سياق تجربة المستخدم – هو فن دقيق يجمع بين الإبداع والتنوع، ولم يعد التصميم وتحسين تجربة المستخدم مجرد ترف أو إضافة تجميلية، بل هما جزء لا يتجزأ من أي منتج رقمي ناجح، وضرورة أساسية لضمان رضا المستخدمين وولائهم. عندما يشعر المستخدم بالراحة والسهولة أثناء استخدام التطبيق .. لا يكتفي بالاستمرار في استخدامه، بل يتحول إلى سفير له، يُوصي به لأصدقائه وزملائه.

ولكن ما هي تجربة المستخدم بالضبط؟ ولماذا تعتبر بهذه الأهمية؟ وما العوامل التي يمكن أن تجعل تطبيقك يبرز حقًا في أعين المستخدمين؟

في هذا المقال، سنجيب على هذه الأسئلة ونتناول العوامل الأساسية التي تساهم في تحسين تجربة المستخدم وجعل تطبيقك يتألق في سوق تنافسي شديد.

ما هي تجربة المستخدم (UX) ؟

تجربة المستخدم هي مفهوم يعبر عن عملية التفاعل الكامل والشامل بين المستخدم وأي منتج أو خدمة. قد يكون المنتج تطبيقًا إلكترونيًا أو موقع ويب أو حتى جهازًا ماديًا مثل هاتف ذكي. بمعنى آخر، هي كل ما يمر به المستخدم عند استخدامه للمنتج، بدءًا من اللحظة التي يفتح بها التطبيق، وصولًا إلى تحقيق الهدف أو الغرض الذي دفعه لاستخدام هذا المنتج في المقام الأول.

إذن، فهي تمثل النتيجة النهائية لمجموعة من العوامل المتداخلة مثل التصميم الجمالي للواجهة (User Interface) وسهولة الاستخدام وسرعة الأداء واستجابة النظام. على سبيل المثال، عندما تفتح تطبيقًا على هاتفك المحمول، إذا كان التصميم جذابًا وسهل الاستخدام مع تحميل سريع للصفحات وسلاسة في الانتقال بين الصفحات، ستشعر بالرضا وستعود لاستخدام التطبيق مرارًا. على العكس، إذا كان التطبيق معقدًا أو بطيئًا، فإن تجربتك ستكون سلبية وربما تبحث عن بديل يلبي احتياجاتك بشكل أفضل.

وعلى الرغم من أن فكرة تجربة المستخدم ليست جديدة وتعود إلى عقود مضت، حيث استخدمتها شركات كبرى مثل آبل ومايكروسفت لتحسين منتجاتها، إلا أن المصطلح نفسه لم يظهر إلا في عام 1993م. كان أول من أطلقه أحد خبراء التصميم هو دون نورمان أثناء عمله في شركة آبل، ليصف من خلاله الأهمية المتزايدة لفهم كيفية تفاعل المستخدمين مع المنتجات وتحقيق أفضل تجربة لهم. منذ ذلك الحين، تحول المصطلح إلى مفهوم رئيسي في تصميم المنتجات، حيث تسعى الشركات إلى ابتكار منتجات لا تلبي احتياجات المستخدمين فقط، بل تقدم لهم تجربة ممتعة تجعلهم يعودون لاستخدامها مجددًا.

أهمية تجربة المستخدم (UX)

كما ذكرنا في البداية أن تجربة المستخدم واحدة من أحم العوامل التي يمكن أن تحدد نجاح أو فشل أي منتج أو خدمة رقمية. هذا الإجمال يتطلب تفصيلًا منا لتوضيح الجوانب التي تجعل تجربة المستخدم ناجحة مهمة لهذه الدرجة.

أولًا، تجربة المستخدم الناجحة تزيد من رضا المستخدمين وتحتفظ بهم كمتابعين حقيقيين، فهي تجعلهم يشعرون بالرضا عند استخدام المنتج، وتعزز من احتمال عودتهم مجددًا لاستخدام التطبيق. هذا الرضا يمكن أن يتحول إلى ولاء طويل الأمد، فعقلية المستخدمين غالبًا ما تفضل الاستمرار في استخدام المنتج بدلًا من البحث الدائم عن بدائل.

ثانيًا، تجربة المستخدم الناجحة تميزك عن منافسيك في السوق، فلا يخفى عليك أن معظم الأسواق في المجالات مليئة بالخيارات. لهذا؛ تجربة المستخدم الممتازة يمكن أن تكون العنصر الفارق الذي يميز تطبيقك عن الآخر. على سبيل المثال، بين تطبيقين يؤديان نفس الوظيفة، سيفضل المستخدمون التطبيق الذي يوفر تجربة أسهل وأسرع وأقل تعقيدًا.

ثالثًا، تجربة المستخدم الناجحة تعزز من معدلات التحويل والمبيعات، فإذا كان التطبيق يوفر تجربة سلسة وبديهية .. فإن المستخدمين يكونون أكثر استعدادًا لاتخاذ خطوات حاسمة مثل إتمام عملية شراء أو التسجيل في خدمة أو حتى التفاعل مع محتوى معين. تخيل أنك تملك متجرًا إلكترونيًا لا يوفر تجربة سلسلة في التنقل بين المنتجات أو وضوح في وصف المنتجات أو سرعة في عملية الدفع، لا يُمكن أبدًا أن يقوم المستخدم بإتمام الصفقة والشراء من الموقع.

رابعًا، تحسين تجربة المستخدم من الممكن أن يقلل من تكاليف الدعم الفني والتطوير، عندما يتم تصميم المنتج بشكل مدروس وتكون الواجهة البديهية وسهلة الاستخدام، فإن عدد المشكلات الي يواجهها المستخدمون يكون أقل. هذا يعني تقليل الحاجة إلى دعم فني مكثف، مما يوفر الوقت والموارد التي كانت ستثمر في حل المشكلات. علاوةً على ذلك، إن استثمارك في تحسين تجربة المستخدم من البداية قد يقلل الحاجة لتعديلات مكلفة في مراحل لاحقة من تطوير المنتج.

اختصارًا، لا يُمكنك تجاهل الاستثمار في تصميم تجربة مستخدم ناجحة، كونها خرجت من إطار الجانب التجميلي للمنتجات، وأصبحت جوهر النجاح في العصر الرقمي.

عوامل تجربة المستخدم الناجحة

عندما نتحدث عن تجربة المستخدم (UX)، فإننا نشير إلى مجموعة من العوامل التي تنقسم إلى مكونات رئيسية تشكل معًا تجربة المستخدم الكلية. هذه العوامل لا تعمل بشكل منفصل، بل تتكامل مع بعضها البعض لتخلق تجربة شاملة ومتكاملة للمستخدم، ويُمكننا تلخيص أشهرهم في النقاط التالية:

  • قيمة المنتج وفائدته:القيمة أو الفائدة التي يضيفها المنتج هو ما يحدد إذا كان المنتج يستحق الاستخدام أم لا. يجب أن يكون للمنتج هدف واضح يلبي حاجة معينة للمستخدم، وقيمة حقيقية للمستخدمين والعمل التجاري الذي ينتمون إليه. والفائدة لا تقتصر على تقديم إفادة علمية فحسب؛ بل قد تشمل جوانب ترفيهية. وأشهر مثال على ذلك هو الألعاب الإلكترونية قد لا تقدم فائدة علمية ملموسة، لكنها تحقق رغبات المستخدمين في التسلية.
  • قابلية الاستخدام: لا بد أن يكون المنتج سهل لدرجة تمكن المستخدمين من تحقيق أهدافهم منه بكفاءة عالية، فمثلًا لو كان موقعك الإلكتروني لا يعمل على الهاتف بطريقة ملائمة للمستخدمين، فهذا سيمثل مشكلة تعيقهم من تجربة استخدام ناجحة.
  • قابلية الإيجاد: تتمثل قابلية الإيجاد في سهولة الوصول إلى المنتج والمعلومات المتعلقة به. في حالة المنتجات الرقمية، يشير ذلك إلى مدى سهولة العثور على المحتوى والتنقل بين صفحاته المختلفة. إذا كان المستخدم يجد صعوبة في العثور على المعلومات التي يحتاجها - سواء كان ذلك في موقع ويب أو تطبيق - فإنه سيشعر بالإحباط وربما ينتقل إلى منتج آخر يقدم تجربة أكثر سلاسة.
  • الموثوقية: تُعد الموثوقية أحد العوامل الحاسمة في تجربة المستخدم. عندما يكون المنتج موثوقًا، فإن المستخدمين يشعرون بالثقة في استخدامه، مما يزيد من ولائهم واستمراريتهم. لا تتعلق الموثوقية فقط بجودة المنتج وأدائه الفعلي، بل تشمل أيضًا دقة المعلومات المقدمة واستقرار المنتج على المدى الطويل. مثال على ذلك هو تطبيق مصرفي يضمن أمان المعلومات الشخصية وسرعة تنفيذ العمليات المالية، مما يعزز من ثقة المستخدمين ويدفعهم للاعتماد عليه بشكل أكبر.
  • الرغبة: الرغبة في المنتج تأتي من التصميم الجذاب والهوية البصرية المميزة التي تخلق شعورًا إيجابيًا لدى المستخدمين. منتج مرغوب يعزز من تجربة المستخدم ويجعلهم يفخرون باستخدامه ويشاركون تجربتهم مع الآخرين. على سبيل المثال، شركات مثل Apple تحقق نجاحًا كبيرًا ليس فقط بسبب جودة منتجاتها، ولكن أيضًا بسبب تصميماتها الفريدة والجذابة التي تجعل منتجاتها مرغوبة بشكل كبير.
  • قابلية الوصول: من الضروري أن يكون المنتج متاحًا لجميع المستخدمين، بما في ذلك ذوي الإعاقة. يشمل ذلك توفير تصاميم تناسب جميع الفئات، مثل استخدام ألوان عالية التباين، ونصوص سهلة القراءة، وإمكانية التحكم في المنتج باستخدام أدوات مساعدة. من خلال ضمان قابلية الوصول، يتمكن المزيد من المستخدمين من التفاعل مع المنتج بشكل فعال.

في الختام، في حال كان لديك شركة تُقدم إحدى المنتجات عليك السعي لتوظيف مصمم تجربة مستخدم محترف في هذا المجال، لضمان أن يكون منتجك قادرًا على تلبية احتياجات المستخدمين وتحقيق الأهداف المطلوبة. ينبغي أن يكون هذا المصمم مُحللًا جيدًا لسلوكيات المستخدمين ومتوقعًا لاحتياجاتهم، وكذلك يعمل بشكل وثيق مع الفريق التقني لضمان تطبيق التحسينات اللازمة بشكل فعال.

Share

More Blogs

Ready to start? 🚀

Schedule A Call With Ghanim

Ghanim Aldosari, the visionary behind Sprint. With over 10 years of experience in online business development,Ghanim has guided countless tech entrepreneurs in Kuwait and beyond from ideation to successful market entry.